تحت عنوان “مغرب اليوم والمثلث الاسباني – المغربي – الجزائري في سياق الأزمة الثلاثية” يخلص معهد الأبحاث التابع لحزب العمال الاشتراكي الإسباني إلى أنه من الصعب توقع حل سياسي ودبلوماسي بين الجزائر وإسبانيا المدى القصير.
وحسب حزب العمال فإن الموقف الجديد لحكومة بيدرو سانشيز بشأن مغربية الصحراء، فإن التوازنات في المنطقة تميل إلى أن تؤدي إلى صراع “سيؤدي بالتأكيد إلى صراعات دبلوماسية جديدة في المستقبل”.
وحسب ذات المصدر، اعتبر القرار الذي اتخذته الحكومة الاشتراكية قطيعة مع ما وصفته الدراسة التي أعدها ألفونسو كاساني، الأستاذ في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، وبياتريز تومي، الأستاذة في قسم العلوم السياسية في UNED، بأنها “الحياد النشط التقليدي” في علاقات اسبانيا مع الجزائر والمغرب.
وأشار المحللون إلى أن الحياد نفسه الذي طالما توقعته إسبانيا، سمح لها بالبحث عن أرصدة تضمن مصالحها على حساب الطرفين، سواء كان ذلك متعلقًا بمصالح الطاقة مع الجزائر أو متعلقًا بالهجرة والأمن مع المغرب.
من ناحية أخرى، يؤكد الخبراء في الدراسة أن قرار سانشيز كان مدفوعا بالرغبة الجامحة لحكومته في تحسين العلاقات مع المغرب، التي عبرت عن رفضها المطلق لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، في إسبانيا، بالإضافة إلى رغبة الحكومة الإسبانية في تخفيف ضغط الهجرة الذي يهدد الحدود ورغبتها الجامحة في تعزيز الإحساس بالاستقرار على الحدود الجنوبية لأوروبا مقابل حالة عدم الاستقرار على الحدود الشرقية. لكن هذا القرار تسبب أيضًا ، بحسب المصدر نفسه، في تمزق العلاقات مع الجزائر والرفض شبه الجماعي لباقي القوى السياسية.
واعتبرت الدراسة الإسبانية أن النتائج المباشرة لقرار الحكومة الإسبانية، على المستويين الوطني والدولي، بدأت تتجلى بوضوح من خلال توقيع سلسلة من الاتفاقيات وجني ثمار التعاون، ولعل أهمها: عقد اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب في فبراير.
كما اعتبر الخبراء أن نتائج هذا الاجتماع الرفيع المستوى الذي جمع المغرب وإسبانيا لا تزال تحافظ على درجة عالية من “عدم اليقين”، مشيرين إلى أنه “تم تشكيل ثماني مجموعات عمل ومراقبة، لكن محتواها ومعلوماتها غير مؤكدة ;غير معروف الغرض، بينما لم يتمكن الطرفان بعد من تحديد موعد لإعادة فتح جمركتي سبتة ومليلية، وهي إحدى القضايا التي تثير الاهتمام الأكبر.
ويرى المصدر ذاته أن العلاقات مع المغرب تدخل مرحلة جديدة من التعاون المشترك، “التي لم تُستثنى من التنازلات” في وقت ما زالت العلاقات نفسها مهددة بسلسلة من عناصر التوتر، خاصة فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمغرب وموقفه من سبتة ومليلية، معتبرين أن الأخيرة لم تعثر بعد حجر عثرة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب، بالتزامن مع تأجيل الافتتاح المتوقع للجمارك مع هاتين المدينتين والمتعلقة بقضايا الهجرة.