انطلقت، يوم الاثنين في الرباط، المرحلة الاستئنافية لمحاكمة الناشطة المغربية ابتسام لشكر، التي حكم عليها في شتنبر الماضي بالسجن لمدة سنتين ونصف بسبب تهمة “الإساءة إلى الدين الإسلامي”، حسب مراسل وكالة فرانس برس من داخل المحكمة.
وترجع القضية إلى منشور نشرته لشكر نهاية يوليوز على حسابها في منصة “إكس”، ظهرت فيه وهي ترتدي قميصا كتب عليه بالعربية كلمة “الله”، متبوعا بالعبارة الإنجليزية “إيز ليسبيان”، أي “إنها مثلية”.
وأصدرت المحكمة في الحكم الابتدائي بتاريخ 3 شتنبر عقوبة بالسجن 30 شهرا وغرامة مالية تقدر بحوالي خمسة آلاف يورو، معتبرة المنشور “إهانة للذات الإلهية”.
وخلال الجلسة الاستئنافية، شدد دفاع لشكر على أن القميص يحمل شعارا نسويا معروفا منذ سنوات يركز على مكافحة العنف ضد النساء والتمييز الجنسي، مؤكدا أن له علاقة بالحركة النسوية لا بالإسلام.
وفي المقابل، طالب الادعاء بتشديد العقوبة بزعم المساس بالنظام العام، بينما ركز الدفاع على ضرورة تخفيف العقوبة أو إصدار حكم بديل يسمح لشكر بمواصلة تلقي العلاج الطبي، خاصة وأنها تعاني من مرض السرطان وكانت بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية في ذراعها، حسب ما أوضحت محاميتها نعيمة الكلاف في غشت الماضي.
وخلال الجلسة، ظهر على الناشطة آثار التعب، وكانت ترتدي جبيرة اصطناعية على ذراعها اليسرى.
ويعاقب القانون المغربي على “الإساءة إلى الدين الإسلامي” بالحبس بين ستة أشهر وسنتين، مع إمكانية رفع العقوبة إلى خمس سنوات إذا ارتكبت عبر وسائل علنية، بما فيها المنصات الإلكترونية، وهو ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية تطالب بإلغاء عقوبات السجن على قضايا التعبير والنشر.
وتجدر الإشارة إلى أن ابتسام لشكر، البالغة من العمر خمسين عاما، تعد ناشطة حقوقية بارزة، شاركت في تأسيس “الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية” (مالي) عام 2009، ونظمت حملات عدة ضد العنف الموجه للنساء واستغلال الأطفال في المواد الإباحية، ما جعلها شخصية معروفة على الصعيدين الوطني والدولي.
