لستَ مضطراً للكثير من العمل ، ولا لعُمرٍ تفنيه في الكد والشقاء لتنال حياة كريمة، فكل ما عليك فعله هو الإمساك بهاتفك، والاتصال بالأرقام المرادفة لبلدك، ثم إرسال رسالة نصية لتدير مع الحاسوب حوارا وهميا ستكسب على إثره دولارات ستغير حياتك!
وفي مشهد ليس ببعيد عن سابقه، وبانتظار ضربة حظ -غير معروفة الآلية- سيُسحب اسمك من بين مئات الأسماء لتربح مليون دولار و سيارة آخر موديل ، إلى آخر تلك المحفزات المغرية التي تتيح لتلك البرامج والقنوات العازفة على وتر المال وشهوته لاصطياد متابعيها. فـ”شاشة التلفاز ليست من عالم آخر، إنما هي قنوات يبحث مالكوها عن الربح فقط.
في كتابه “سيكولوجية المال”، يُحلل “أكرم زيدان” الدوافع النفسية للبحث عن المال، فيجمعها في عدد من النظريات، على رأسها نظرية التحليل النفسي لـ “سيجموند فرويد” التي يبين فيها دوافع جمع المال على أقسام عدة أهمها: الإحساس بالأمن، والشعور بالقوة، كما ترى النظرية السلوكية أن الأهداف الرئيسية لجمع المال تتركز في كونه يمثل الدعم الفعلي للإنسان في حياته الواقعية.
بالنظر إلى تلك الدوافع، فإنها الوتر الذي يلعب عليه منذ سنوات ، مالكو قناة MBC وصانعو برنامجها الحلم لتحقيق أكثر الأرباح الممكنة عبر أقصر الطرق، وهي ذاتها التي تحرك المتصل، الذي سيفقد أموالا بسيطة بصورة مؤكدة في سبيل مكسب كبير محتمل، وهو ما يجعل من ملايين الاتصالات والرسائل المتدفقة مكاسب فائقة السرعة للقائمين على المسابقة.
لكن كيف يتم ذلك؟ “عندما يقوم المشارك بإرسال رسالة نصية قيمتها 9 دراهم مغربية. يأتيه الجواب سريعا برسالة ترحيبية، ثم بسؤال أول، فثانٍ، وثالث، ورابع، إلى ما لا نهاية له من الأسئلة التي توهم المشارك بتسلق سلم درجات المسابقة للظفر بالجائزة”. إنه “تسويق الوهم عبر ماكينة إعلامية ، وجمع الملايين دون رقيب.
فحسب موقع “دنيا الوطن”فإن قناة MBC عندما كانت تبث من العاصمة البريطانية، كانت حينها تحت رحمة القانون البريطاني الصارم، وتقع معاملاتها المالية تحت عيون خبراء الضرائب الذين يحسبون الأرباح سنتا سنتا، وعليه، لم تكن القناة متجهة نحو هذا النوع من المسابقات بصورتها الحالية، نظرا لما يترتب عليها من مساءلات قانونية.
وهو الأمر الذي بات مأمونا بصورة أكبر بعد نقل البث تجاه “دبي”؛ لأنه -وحسب الموقع ذاته- فإن الاتفاقات تتم سرا بين شركات الاتصالات والقناة، مما يجعل الأرباح غامضة ومستورة بلا شفافية تصبغ هذا النوع من المسابقات.
انعدام الشفافية تلك، لم يكن عائقا أمام انتشار برنامج مسابقة الحلم وتوسعه، فبحسب بعض الإحصائيات العربية، فإنها تشير إلى أن هذا البرنامج هو الأعلى دخلاً في العالم العربي.
بذلك، “تحصل القناة على عائدات ضخمة نتيجة تراكم عائدات الاتصالات التليفونية ويتكبد المواطن البسيط تكلفة قد تصل في المتوسط إلى 100 درهم مغربية أو أكثر للاتصال التليفوني الواحد، الذي لا يؤكد فرص الفوز، ولكنه يكمل مع كم الاتصالات الأخرى، وهو ما يحقق عائدا ضخما لهذه القناة”.
“أنتو ياللي عم تشوفونا فيكم تحققو أحلامكو فيكم تربحو الملايين خذوا هواتفكم وإرسلوا رسالة على الأرقام المبينة على شاشاتكم”.
[مصطفى الأغا مقدم برنامج الحلم على MBC].
Shortened URL