أكد أستاذ الفيزياء بكلية العلوم بالرباط، يحيى تيعلاتي، أن النهوض بالثقافة العلمية لدى الشباب من أجل تحفيزهم على الإقبال على المهن العلمية والتكنولوجية “يعتبر اليوم تحديا كبيرا وحاسما”.
وقال تيعلاتي، وهو أيضا أستاذ بمعهد الفيزياء التطبيقية ببنجرير التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إن الرهان كبير فعلا، ومن واجبنا تحسيس الشباب بدور العلوم والتكنولوجيا في مجتمعنا وتوجيههم نحو اكتساب رأي إيجابي حول المهن العلمية والتكنولوجية”.
ووفقا لهذا الفيزيائي المرموق، الذي تم تعيينه مؤخرا عضوا في الأكاديمية الإفريقية للعلوم، وهي مؤسسة تهتم بالنهوض بالبحث العلمي في إفريقيا، فإن المغرب يبذل جهودا كبيرة لتعزيز البحث والتميز العلمي.
وفي هذا الإطار، أبرز مشاركة المغرب في الجهود العالمية التي تحمل اسم “انترناشيونال ماستركلاس” (International Masterclass)، التي أطلقها المركز الأوروبي للأبحاث النووية (CERN) بهدف إعداد الجيل القادم من الباحثين في فيزياء الطاقات العالية.
وأوضح أن البرنامج يتضمن أياما دولية يتوجه خلالها الآلاف من طلبة المدارس الثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما، إلى إحدى الجامعات أو مراكز الأبحاث القريبة لمعرفة ما يعنيه التخصص في فيزياء الجسيمات. وتابع الأستاذ المتخصص في فيزياء الطاقات العالية وفيزياء الجسيمات الفلكية، أنه “غالبا ما تشكل هذه الزيارات أول فرصة لطلبة المدارس الثانوية للتعرف بشكل مباشر على أنشطتنا”، مشيرا إلى أن هذه الأيام الدولية تثير اهتماما كبيرا في صفوف الشباب، الذين يقرر العديد منهم المضي في هذا المسار.
وقال إنه يتعين تخصيص المزيد من الموارد المالية للبحث العلمي من أجل تشجيع الباحثين والحفاظ على الخبرة الوطنية وجعل البحث محورا استراتيجيا للتنمية المستدامة، في سياق هذه المرحلة التي تشهد تحولات تكنولوجية كبرى.
وبعد أن أشار إلى المشاريع التي يشتغل عليها، أبرز الأستاذ تيعلاتي أنه بالتعاون مع “المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة، للابتكار والبحث العلمي” (MAScIR ) التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يعتبر المغرب من بين الدول التي تعمل على تطوير كاشف التزامن عالي الدقة”ATLAS HGTD”.
وخلص الباحث المغربي إلى التأكيد على أنه يطمح دوما إلى المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى الوصول إلى معارف جديدة وتحدوه الرغبة كذلك في نقل التكنولوجيا إلى بلده.
يشار إلى أن الأستاذ يحيى تيعلاتي، وهو عضو أيضا بالمختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات بجنيف، مهتم بكل التطورات العلمية والأبحاث الهادفة إلى فهم لغز المادة والكون الذي يحيط بنا.