كشفت الوزيرة ليلى بنعلي في مقابلة مع التلغراف أن المغرب تأثر بتغير المناخ بشكل كبير، معتبرة ذلك يشكل عقبة رئيسية أمام المستثمرين الدوليين في مجال الطاقة المتجددة.
وتشكل فترات الجفاف في المغرب، التي شهدت زيادة ملحوظة في وتيرتها وشدتها خلال العقدين الماضيين، مصدر قلق حقيقي للمستثمرين الأجانب.
وويعتب الماء من بين الأمور الأساسية لتوليد حيث يتم الاعتماد عليه بشكل كبير، إذ يؤثر سلبا النقص في هذا المورد الطبيعي بشكل كبير على أنظمة الطاقة ومخططاتها.
آثار الجفاف
وأدت فترات الجفاف المتكررة التي عاشها المغرب في العقد الماضي إلى إهدار موارد البلاد المائية وأثرت بشكل ملحوظ على قدرتها على تلبية متطلبات التنمية المستدامة.
حول تأثيرات مخاطر المناخ على المستثمرين، قالت الوزيرة بنعلي “يتردد بعض المطورين في مساعدتنا في تمويل المشاريع طويلة الأمد لأنهم غير متأكدين من كيفية عمل مصانعهم – سواء كانت مزارع الرياح، أو الطاقة الشمسية، أو حتى الطاقة المائية مع حالات الجفاف المتعددة التي نواجهها”.
وحسب بنعلي فإنه على الرغم من العيوب البيئية، لا يزال المغرب يعمل على تعزيز التعاون مع جيرانه الأوروبيين وجذب المستثمرين الأجانب لتسريع انتقال الطاقة وتطبيق خطط الطاقة الخاصة به.
طموح الريادة
وفقا للمسؤولة الحكومية ليلى بنعلي، المملكة عازمة على تأمين مكانتها كرائدة في مجال الطاقة المتجددة داخل إفريقيا والعمل على كسب شركاء دائمين لتحقيق إمكانات “القوة العظمى”.
وتمتلك الدولة أربعة جيجاوات من الطاقة المتجددة المثبتة في شكل مخططات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية ويهدف إلى مضاعفة الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2030.
ومع تغطية جزء كبير من البلاد بالصحراء، يعتقد الخبراء أن المغرب لديه القدرة على أن يصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة ودفع الاستثمارات الواعدة، وحول هذا الأمر قالت ليلى بنعلي خلال اجتماع في السفارة المغربية بلندن: “أنا واثقة من أننا سنصل إلى ذلك”.
وبسبب Covid-19 والحرب الأوكرانية، عانى المغرب، مثل العديد من البلدان الأخرى، بشكل كبير من تداعيات هاتين الأزمتين على اقتصادها والقدرة الشرائية لمواطنيها.
ومع ذلك، فإن وزيرة الطاقة وزملاؤها متفائلون بشأن مستقبل البلاد ويأملون أن تولد الطاقات المتجددة الثروة وتساعد في محاربة الفقر.
وإدراكًا لمثل هذه التحديات، يعمل المغرب على توسيع استثماراته في الطاقات المتجددة وإعطاء ديناميكية للمشاريع والإصلاحات المتعلقة بانتقال الطاقة.
بجانب مجمع الطاقة الشمسية المركزة في ورزازات، يعمل المغرب على الاستفادة من الشمس الصحراوية من خلال الألواح الشمسية التقليدية.
ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تسريع وتيرة إنتاج الطاقة المتجددة وتضخيم الكميات المتولدة.
شراكة أوروبية
ومن المتوقع أن تكون الدول الأوروبية سوقا رئيسيا لتصدير الطاقة المتجددة المغربية، حيث تم بالفعل إنشاء موصلات كهربائية وخط أنابيب غاز واحد بين إسبانيا والمغرب.
كما سيتعاون المغرب مع المملكة المتحدة لإنشاء رابط للطاقة بين البلدين، وهو مخطط Xlinks، الذي اقترحه رئيس Tesco السابق Dave Lewis، الذي سيولد 10.5 جيجاوات من الكهرباء من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح التي تغطي معظم غرب المغرب.
سوف يسهل الرابط نقل 3.6 جيجاوات من الطاقة مباشرة إلى المملكة المتحدة ، وسيتم تشغيل ما يقرب من سبعة ملايين منزل بالطاقة المتجددة المغربية.
يعتقد بنعلي أن هذا المشروع “سيساعد كلا البلدين في معالجة أمن الطاقة الخاص بهما ، ومعالجة خطط الاستدامة الخاصة بهما وأيضًا المرونة وخفة الحركة”.