يعد مركز التوجيه والمساعدة للأشخاص في وضعية إعاقة ببوجدور، فضاء عصريا للمواكبة والتكفل بهذه الشريحة الاجتماعية، وذلك في إطار برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة”، الذي يندرج ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويهدف هذا المركز، الذي تم إحداثه سنة 2014 بكلفة مالية بلغت 6 ملايين درهم، ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى مساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها بشكل يومي، وتمكينهم من الاستفادة من دعم حقيقي للعمل على اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي.
ويقدم هذا الفضاء، الذي أسند تسييره إلى كل من جمعية “كرامة ” لمساندة الشخص المعاق ببوجدور والتنسيقية الإقليمية للتعاون الوطني، خدمات شبه طبية للقرب ذات جودة لفائدة المستفيدين، تشمل على الخصوص الترويض الطبي، والتربية الخاصة، والترويض النفسي الحركي، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الترفيهية.
وفي هذا السياق، استفادت جمعية “كرامة” من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتجهيز وتسيير هذا الفضاء، باعتماد مالي إجمالي قدره 477 ألف و 241 درهم مابين سنتي 2019 و 2022، بالإضافة إلى الدعم المالي المقدم من طرف مؤسسة التعاون الوطني.
ويتكون هذا المركز، الذي تم تشييده على مساحة إجمالية بلغت 1600 متر مربع، بنايتين الأولى تضم مكتبا إداريا، وقاعة للدعم النفسي والتوجيه، ومستودعا، ومكتبا للاستقبال، ومكتبا للمساعدة الاجتماعية، وقاعة متعددة الوظائف، وقاعة للانتظار، ومرفقا صحيا، وبهوا، أما البناية الثانية فتحتوي على قاعة للترويض الطبي، و3 قاعات للتربية الخاصة، وقاعة للترويض النفسي الحركي، وبهوا، ومرافق صحية، وساحة مجهزة بالألعاب.
ويشرف على تأطير هذا المركز ذي البعد الاجتماعي والإنساني، الذي يقدم خدمات متنوعة تشمل الاستماع والتواصل والإرشاد وتحليل الطلبات ومواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة لضمان إدماجهم اجتماعيا، 11 إطارا تربويا من بينهم متخصصات في الترويض الطبي، والترويض النفسي الحركي، وأخصائية نفسية.
ويتكفل هذا المركز بحوالي 73 طفلا من ذوي الإعاقة، بينهم من يعاني من اضطرابات التوحد (10 أطفال)، والشلل الدماغي (11 طفلا)، والثلاثي الصبغي 21 (4 أطفال)، والتأخر الذهني (17 طفلا)، وإعاقة بصرية (طفلان)، بالإضافة إلى 29 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة يستفيدون من خدمات المركز، ويتابعون دراستهم بالأقسام المدمجة بمدرسة الحسن الثاني ببوجدور.
ويتم توزيع هؤلاء الأطفال، المتراوحة أعمارهم مابين 7 و18 سنة، حسب نوع الإعاقة، على مختلف مستويات التكوين المقدمة، بدعم من مشرفات متخصصات في هذا المجال والاستفادة من برنامج تعليمي محدد، بهدف ضمان استقلاليتهم الذاتية، وتوفير اندماجهم الاجتماعي، وإدماجهم في الوسط المدرسي.
وقال رئيس جمعية “الكرامة ” لمساندة الشخص المعاق ببوجدور، الإمام عدد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، إن الجمعية تهدف إلى رعاية هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم وتعليمهم، من أجل تسهيل اندماجهم في الحياة العملية.
وأكد السيد عدد على أهمية مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من حيث الدعم الذي تقدمه لهذا المركز، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من الخدمات المختلفة التي يقدمها هذا المركز ارتفع من 6 أطفال في سنة 2018 إلى 73 طفلا خلال سنة 2022.
وأبرز، في هذا السياق، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية زودت المركز بأحدث المعدات والأدوات التعليمية، بالإضافة إلى تهيئة فضاء لعب لفائدة هذه الفئة.
وتعد مواكبة الأشخاص ذوي الإعاقة بإقليم بوجدور من الأولويات الرئيسية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي لا تدخر جهدا، من خلال العديد من الإجراءات، لتحسين جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة.
وتروم المشاريع والمبادرات، التي أنجزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمان ظروف عيش وبيئة تحافظ على الكرامة الإنسانية لهؤلاء الأشخاص وتزودهم بالدعم والتوجيه الضروريين لإدماجهم الاجتماعي والاقتصادي.