تحت سماء الدار البيضاء، المدينة التي لا تنام، يدوي صوت الآلات، وتشهد الشوارع حركة غير مسبوقة، حيث تُسابق عقارب الزمن لكتابة صفحة جديدة من تاريخ العاصمة الاقتصادية.
في قلب هذا التحول، يبرز اسم محمد امهيدية، والي المدينة، كقائد لرؤية تنموية طموحة، لا يسعى الوالي فقط لتجميل مظهر المدينة، بل لإعادة بنائها على أسس قوية، لتصبح نموذجا حضريا عصريا ينافس المدن العالمية.
منذ أن تسلم محمد امهيدية دفة قيادة الدار البيضاء، بدت المدينة وكأنها تستيقظ من سبات طويل، إذ بخطوات واثقة، بدأ في رسم خطة تنموية تعيد بناء الأحياء والشوارع، وتتحدى العراقيل التي لطالما عرقلت نموها.
لم يكن التحدي سهلا، فالمدينة كانت بحاجة إلى نهضة شاملة في البنية التحتية، من إصلاح الطرق إلى تحسين شبكات المياه والصرف الصحي، مرورا بالتهيئة الحضرية، وغيرها الكثير.
مشاريع عملاقة انطلقت في كل زاوية من المدينة، والفرق التقنية تجتهد على مدار الساعة لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس؛ فقد أصبحت العاصمة الاقتصادية ورشة عمل مفتوحة، تسعى لتحديث كل شارع، لتصبح المدينة مستعدة لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
مع هذه الرؤية، استنفر محمد امهيدية المسؤولين والفرق الفنية لإنجاز المشاريع في وقت قياسي، وكأن المدينة بأكملها تتأهب للانطلاق في سباق مع الزمن؛ تم تفعيل لجان مراقبة، وبدأت الآلات تعمل ليل نهار، والأحياء التي كانت تشكو من الفوضى والازدحام بدأت تشهد تحسنا تدريجيا.
لقد أظهر الوالي في قيادته لهذا التحول عزيمة لا تلين، وحرصا على تنفيذ المشاريع بجودة عالية، دون التضحية بحياة السكان اليومية.
المدن لا تُبنى على الأوراق، بل على أرض الواقع، وهذا ما يدركه الوالي امهيدية جيدا، إذ أن كل مشروع ينفذ، وكل طريق يُفتح، هو خطوة نحو تحقيق الحلم، حلم مدينة حديثة تستجيب لتطلعات مواطنيها.
الدار البيضاء اليوم ليست كما كانت بالأمس، من تحت ركام الماضي، ترتفع مدينة جديدة، أكثر انسيابية، أكثر عصرية، والي الجهة يقف على رأس هذا التغيير، يقود السفينة نحو مرفأ المستقبل.
إن الأشغال الجارية اليوم ليست فقط لرفع الاختناقات المرورية، بل لتوفير بنية تحتية مستدامة تخدم الأجيال القادمة، من قبيل مشاريع النقل العمومي، التوسعة المستمرة للطرقات، وشبكات المياه التي يتم تحسينها، كلها تساهم في رسم ملامح مدينة المستقبل.
هو إذن تحول برؤية بعيدة المدى تهدف إلى جعل الدار البيضاء مدينة متجددة تحتضن سكانها بحب وتقدم لهم حياة أفضل.
اليوم تقف الدار البيضاء على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها، مستعدة لتأخذ مكانتها كواحدة من أبرز العواصم الاقتصادية والحضارية في العالم.