يبدو أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، فتح جبهة حامية الوطيس مع الصحفيين والصحافيات الذين يقومون بتغطية الندوة الصحفية للحكومة المنعقدة بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء.
وبدى الناطق الرسمي، في آخر ندوة عقدت يوم الخميس، قد ضاق صدره من الأسئلة التي يطرحها الصحافيين، حيث يقوم بمقاطعنهم ومنعهم من مواصلة الكلام، وأعراض الغضب والضيق بادية عليه.
ماذا يخفي بايتاس؟
في كل مرة تنعقد فيها الندوة الصحفية، يعود نقاش عدم احترام الصحفيين والتضييق على حريتهم في التعبير إلى الواجهة، وهو الأمر الذي أصبح بايتاس، ربما، يَبرعُ فيه هذه الأيام كثيرا، وهو ما جعل متابعين للشأن العام أن يتساءلوا عن دوافع بايتاس التي تجعله ينتج تلك السلوكيات المنافية لأخلاقيات التواصل السياسي.
وقد لوحظ في العديد من المرات أن بايتاس لا يريد سماع ما يزعجه من الصحفيين، ويريد سماع ما يريده هو، ومن خرج عن دائرته يتم التضييق عليه وحرمانه من التأصيل لسؤاله جيدا، والاكتفاء بسؤال واحد في ظل وجود مشاكل عدة في المغرب تستوجب تفاعلا حكوميا مع الصحفيين.
ويرى متابعون أن بايتاس في فم المدفع، وذلك ربما أثر على قدرته التواصلية، وكشف عن عدم قدرته في التدافع السياسي، لأن العلاقة بين الصحفي والسياسي يطبعها الحذر دائما، ولا يجب أن يكون السياسي سباقا نحو الصدام، لأن الصدام مع الصحافة لن يخدم السياسي بقدر ما سيؤثر على مساره.
علاقة متوترة
تمر العلاقة بين الوزير وبعض الصحافيين بفترة تشنج في الفترة الأخيرة، حيث لا يفوت الوزير الفرصة يفي نعهم من طرح المعطيات التمهيدية للسؤال، رغم أن السؤال الصحفية يقتضي تقديم السياق. حتى ينال الصحافي الجواب المناسب، وهو أمر معروف في مهنة المتاعب.
هذا وقد بات الطثر من الصحفيين الذين يحضرون الندوة غير راضين على الطريقة التي يعاملهم بها الناطق الرسمي ويشتكون مما يعتبرونه ردود فعل استفزازية منه، وكأن الوزير أصبح يأتي إلى الندوة رغما عنه وليسمن أجل تقديم المعلومة للرأي العام.
أزمة تواصل
وحسب من يتابع السياسة في المغرب بنظرة الناقد، فإن من بين الإشكاليات التي تعاني منها الحكومات التي تعاقبت على المغرب، بشكل متفاوت، غياب استراتيجية تواصلية فعالة ومنتظمة في فترات الأزمات.
وفي ظل غياب استراتيجية تواصلية للحكومة، الذي في واجهتها، بايتاس، تريد في الوقت الراهن الاقتصار على تبليغ معطيات معينة للمتلقي، ولا تريد من يتعمق معها في التفاصيل، وذلك ما تحاول الصحافة القيام به في الحيز الذي يمكن أن تنشط فيه بأسئلتها الحارقة.