أعلنت شركة التعدين النرويجية “نرويجيان مايننغ”عن اكتشافات ضخمة جديدة للفوسفات، إلى الجنوب من منطقة ستافنغر.
وفي هذا السياق، عقب هذا الإعلان، وجه بعض المراقبين أعينهم إلى المغرب، الذي يُنسب إليه الفضل في امتلاكه 50 مليار طن من الفوسفات، أو 70٪ من الاحتياطيات العالمية الفوسفا.
ويرى مراقبون أن هذا الاكتشاف، سيؤدي إلى زيادة عدد البلدان التي تمتلئ تربتها بهذه المادة الخام الاستراتيجية، وهم ثلاثين دولة، تتربع على عرشها الولايات المتحدة وروسيا والصين والمغرب.
ماذا عن انضمام النرويج؟
يرى المراقبون أن المغرب، مثل العديد من البلدان، مهتم بالأمن الغذائي، وأن تكاثر المنتجين سيؤدي إلى تخفيف عبء الطلب وتجنب سوء الفهم الجيوسياسي في المستقبل في المغرب.
والدليل على ذلك هو أنه من بين أول الدول الراضية عن الإعلان عن الاكتشاف النرويجي، هناك دول أوروبية، حيث يرون في ذلك انخفاضًا كبيرًا في اعتمادهم في هذا المجال، لا سيما فيما يتعلق بالولايات المتحدة والصين.
ويعتبر الخبراء أن المغرب يتعلم من التجارب السابقة لبعض البلدان التي حولت أحد الأصول الملموسة مثل النفط إلى سلاح سياسي ونسيت التفكير في طرق ووسائل أخرى للتنمية والتقدم الاقتصادي،حيث أصبح النفط لعنة.
طموح مغربي
يجعل المغرب الفوسفات أحد قاطرات تنميته الاقتصادية، لكنه ليس المحرك الوحيد، رغم أن مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لآخر الإحصائيات، تراوحت بين 5 و 10٪ خلال السنوات العشر الماضية.
وأدى ذلك إلى وصول صادرات الفوسفات ومشتقاته إلى 24.54 مليار درهم في مارس 2022 بحسب أرقام مكتب الصرف مقابل 13.43 مليار درهم خلال نفس الفترة من عام 2021.
استثمارات عملاقة
بالإضافة إلى ذلك، يواصل المكتب الشريف للفوسفات (OCP) استثماراته لتحسين الإنتاج مع إتقان الوسائل القادرة على ضمان احترام البيئة.
وفي هذا الصدد، ستستثمر مجموعة OCP ما مجموعه 130 مليار درهم لزيادة الطاقة الإنتاجية للتعدين والأسمدة للفترة 2023-2027.
ويهدف الاستثمار أيضا إلى تنفيذ سياسة المغرب بشأن انتقال الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة.
ويؤكد التاريخ دائمًا أن امتلاك المواد الخام الأساسية كان مصدر كل الطمع. ونتجت عن ذلك حروب قاتلة ومآسي بشرية.
ويؤكد الخبراء أنه يحق للمغرب أن يشعر بالارتياح لأسباب سياسية واقتصادية وبيئية، لكنه يجب أن يظل يقظًا لأن الشهوات تختمر على نطاق واسع، كما أن النرويج، مثل الدول الاسكندنافية الأخرى، في حالة تأهب الآن، لأن الرغبات والخلافات حول القطب الشمالي سترتفع.