تسعى إسبانيا إلى تأمين استيراد الغاز من قطر، استعدادا لاحتمال الاستغناء بشكل نهائي عن الغاز الجزائري، جراء الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين بسبب تغيير مدريد موقفها الرسمي من قضية الصحراء المغربية.
ونقلت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، استُقبل يوم الثلاثاء، باحتفاء كبير من جانب المؤسسات الإسبانية، ومنحه الملك فيليبي السادس طوق وسام إيزابيلا الكاثوليكي. وقلده الكونغرس ميداليتين، وقدم له عمدة مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا، المفتاح الذهبي للمدينة.
وترى الصحيفة أن هذا الاستقبال جزء من خطوة دبلوماسية لها أبعاد واضحة، باعتبار أن قطر ليست حليفا محتملا لمدريد فقط، بل هي مستثمر مهم في البلاد.
ورغم القضايا الكثيرة على أجندة الزيارة، تبقى الطاقة واحدة من أكبر القضايا الجيوسياسية التي سيتم التطرق إليها، وفق التقرير، إذ سيتم توقيع اتفاقات جديدة مع إيبردرولا لتعزيز الطاقات المتجددة في أراضي شبه الجزيرة، كما ستوقع قطر اتفاقيات تجارية جديدة تهدف إلى زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا.
ويقول إدوارد سولير إي ليشا، الباحث في العلاقات الأورومتوسطية في مركز الشؤون الدولية في برشلونة، للصحيفة، أن الجميع في إسبانيا لا يرغب في أن يرى الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر تؤدي إلى أزمة غاز في إسبانيا، إلا أنه من الجيد لإسبانيا تنمية علاقات ثنائية جديدة مع موردي غاز محتملين”.
وتخطط مدريد إلى تجاوز الغاز الجزائري عبر اتفاق جديد مع الدوحة، يضاف إلى الالتزام الأميركي بزيادة صادرات الغاز إلى إسبانيا بنسبة 30 في المئة.
وقطر التي تملك ثالث أكبر احتياطي غاز في العالم، هي حاليا خامس أكبر مورد لإسبانيا للغاز الطبيعي بعد الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا ومصر. وشّكل الغاز المستورد من الإمارة 4,4% من إجمالي الواردات الإسبانية في أبريل، وفقا لمشغل شبكة الغاز الإسبانية.
ووفقا لمدريد، يمكن أن تزيد هذه النسبة نظرا إلى القدرات الإنتاجية لقطر.
وتأتي الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر بعد أن أقدمت مدريد في 18 مارس الماضي على إعلان دعمها مقترح المغرب منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا تحت سيادته.
