قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن المغرب وإسبانيا، اللذان يقيمان “أكثر العلاقات كثافة وغنى التي يمكن أن توجد في العالم”، تجمعهما اليوم “شراكة استراتيجية ومتعددة الأبعاد”.
وأكد ألباريس، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للمغرب يومي الأربعاء والخميس، في أول جولة خارجية له منذ بداية الولاية التشريعية الجديدة، أن “الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المغرب وإسبانيا أضحت الآن شراكة متعددة الأبعاد، لأنها تشمل جميع المجالات، وذلك بفضل خارطة الطريق التي تم اعتمادها في أبريل 2022 بمناسبة الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بدعوة من الملك محمد السادس”.
وأشار رئيس الدبلوماسية الإسباني، إلى أن”هذه الشراكة بين البلدين تتجسد قبل كل شيء في الثقة التي نضعها في بعضنا البعض كشريكين استراتيجيين تربطهما علاقات سياسية رفيعة المستوى وروابط إنسانية يتم نسجها أكثر فأكثر”، معتبرا أن “هذه الركائز جعلت من العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا واحدة من أكثر العلاقات غنى وكثافة التي يمكن أن توجد في العالم”.
وأوضح ألباريس أن المغرب يشكل “الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الإسبانية. وتربطنا به بالفعل شراكة متميزة، شراكة مربحة لكلا الجانبين”، مضيفا أن “جميع التدابير التي اتخذناها معا تعود بالنفع على البلدين”.
لذلك، يقول ألباريس، فإن التعاون بين الرباط ومدريد في مكافحة مافيات الاتجار بالبشر ومكافحة الإرهاب يشكل “نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الأخرى”، مشيدا بالتطور المستمر للعلاقات التجارية والحوار السياسي الدائم بين البلدين.
وقال في هذا الصدد “لقد زادت مبادلاتنا التجارية بشكل ملحوظ. لكن الأهم من ذلك أننا عززنا العلاقات السياسية والإنسانية أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات السابقة. هذه هي الأسس التي نبني عليها اليوم علاقة الشراكة الاستراتيجية هاته”.
وفي هذا السياق، وصف وزير الشؤون الخارجية الإسباني حصيلة خارطة الطريق بين المغرب وإسبانيا المعتمدة في أبريل 2022 بـ “الإيجابية للغاية”.
وقال في هذا الصدد إنه “من الواضح أن حصيلة خارطة الطريق إيجابية للغاية. لقد عززنا الشراكة الاستراتيجية. كما أن علاقات الصداقة القائمة بين بلدينا وصلت إلى مستوى تاريخي، وهو ما ينعكس على عدة جوانب”.
وأبرز المسؤول الإسباني أنه في المجال الاقتصادي، بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار يورو، مذكرا بأن إسبانيا تعد الزبون والمورد الأول للمغرب، في حين تعتبر المملكة الشريك التجاري الثالث لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، ولا تتجاوزها سوى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
أما الجانب الآخر من التعاون المغربي-الإسباني فيتعلق، بحسب ألباريس، بالتعاون الأمني والقضائي لمكافحة المافيات الناشطة في الاتجار بالبشر والإرهاب، معتبرا أن هذا التعاون يشكل “نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الأخرى، وهو ما عززته أيضا خارطة الطريق الجديدة هاته”.
علاوة على ذلك، سجل رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن “الروابط الإنسانية القائمة بين البلدين تعززت هي الأخرى”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “أزيد من مليون مغربي يعيشون في اندماج تام في بلادنا ويساهمون في ازدهار إسبانيا”.