سطعت الأضواء في العاصمة البريطانية احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك وأضاءت عمدية لندن “كوفنتري ستريت” بتصاميم شرقية ولافتات مضيئة تتمنى للمارة “رمضانا سعيدا”.
هي السنة الثانية التي تتم فيها إضاءة الشارع الشهير الذي يربط بين اثنين من أكثر الساحات حركة في العاصمة خلال شهر رمضان. “رسالة اندماج ومشاطرة”، بحسب صاحبة المشروع عائشة ديساي.
وقالت ديساي بهذه المناسبة: “إنها لفتة قوية. فهي تمنح المسلمين البريطانيين شعورا بالانتماء وتزيد الوعي لدى عموم الناس بطريقة جميلة عبر الفن والضوء”.
إنها أجواء مستوحاة من الفرحة التي شعرت بها عندما كانت طفلة ترى أضواء عيد الميلاد في وسط لندن. أرادت عائشة خلق تجربة مماثلة للمجموعات المسلمة في جميع أنحاء البلاد. أطلقت مبادرة “أضواء رمضان في المملكة المتحدة”، التي تشمل تصميم منشآت إضاءة مستدامة على شكل هلال وفوانيس تقليدية، للاحتفال بالشهر الكريم.
وبالإضافة إلى الطابع الاحتفالي الذي تضفيه على المدينة، تثير هذه الأضواء أيضا فضول غير المسلمين الذين يسعون إلى فهم مغزى هذا الشهر الفضيل وطقوسه. وفي هذا السياق، تنظم العديد من المساجد أياما مفتوحة وفعاليات بين الأديان لتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل.
وفي السياق نفسه، يتيح “الإفطار المفتوح”، الذي يتم تنظيمه منذ أكثر من 10 سنوات في المملكة المتحدة، للمسلمين البريطانيين فرصة مشاركة عقيدتهم وثقافتهم مع باقي المواطنين.
ولأول مرة هذا العام، يمتد الحدث، الذي اقتصر في بداياته على لندن، إلى الدول الأربع المكونة للمملكة المتحدة، تحت شعار: “التراث.. الماضي والحاضر والمستقبل”، لتسليط الضوء على الثقافة الإسلامية الغنية وتأثيرها الإيجابي على المجتمع.
ومن خلال وجبات الإفطار التي تجمع الناس من مختلف الأديان في أماكن رمزية في البلاد، تسمح المبادرة برفع مستوى الوعي بالثقافة والتقاليد الإسلامية وتعزيز الروابط بين المجموعات المختلفة.
وفي العام الماضي، انخرطت العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في احتفاليات وجبات الإفطار التي تم تنظيمها على ملاعبها. وفي العام 2024 انضم حامل اللقب مانشستر سيتي إلى هذه المبادرة باستقباله خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم مئات الأشخاص لتناول الإفطار.
وملأ المشاركون الأجنحة المطلة على ملعب الاتحاد للاستمتاع بتناول وجبة طعام معا ومناقشة خصوصيات وفوائد شهر رمضان.
وبالإضافة إلى عرين مانشستر سيتي، من المقرر أيضا أن يقام الحدث، الذي تنظمه “Tent Project”، في ملعب Gtech Community Stadium في برينتفورد، وإيوود بارك في بلاكبيرن، وملعب ويمبلودون وفيلا بارك في أستون فيلا وغيرها.
وفي السياق نفسه، استقبل متحف تيت مودرن السبت، أيضا، عشرات الأشخاص في وجبة إفطار مفتوح للجميع، صائمين وغير صائمين، مسلمين وغير مسلمين.
ومن الملاعب الرياضية إلى المعالم الثقافية البريطانية، يتناول موضوع هذا العام أهمية الحفاظ على التاريخ، مع تشكيل المستقبل من خلال الحوار بين المجتمعات، وبالتالي تعزيز مكانة تقاسم القيم خلال هذا الشهر الروحاني.