في خطوة تسلط الضوء على الأزمة المتفاقمة في مدينة جرادة، راسلت النائبة البرلمانية عن حزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، رئيس الحكومة تحت إشراف رئيس مجلس النواب، بسؤال شفوي حول تفاقم البطالة وانسداد آفاق التشغيل أمام ساكنة المدينة، إلى جانب الارتفاع المقلق في عدد ضحايا آبار الفحم الحجري، المعروفة محليا بـ"الساندريات".
وجاء في المراسلة أن هذه الآبار، التي أصبحت رمزا لمعاناة سكان المدينة، تواصل حصد أرواح الشباب الذين ضاقت بهم سبل العيش الكريم بعد إغلاق المناجم الرسمية، وتحويلهم للعمل في ظروف غير آمنة في هذه الآبار العشوائية.
ووفقا لـ"منيب"، فإن تشكيل تعاونيات لتشغيل الشباب في المدينة كان يفترض أن يوفر لهم فرصة حياة كريمة، إلا أن غياب شروط السلامة في تلك التعاونيات أدى إلى زيادة عدد الضحايا. فقد فقدت المدينة مؤخرا شابين في غضون أربعة أيام فقط، وهو ما يشير إلى خطورة الوضع.
وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الكوارث، تشير المراسلة إلى أن أموالا طائلة تُصرف دون أن يكون لها تأثير ملموس على تحسين أوضاع المنطقة، أو خلق فرص شغل للشباب في بيئة آمنة. وبدلا من أن تتحول هذه الثروات الباطنية إلى مصدر لتحقيق التنمية في المنطقة، لا تزال مدينة جرادة تعاني من معدلات بطالة مرتفعة، على الرغم من الحراك الشعبي السلمي الذي شهدته المدينة بمطالب مشروعة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
النائبة البرلمانية ختمت مراسلتها بسؤال موجه لرئيس الحكومة حول البرامج الحكومية المتعلقة بالتشغيل ومحاربة البطالة في مدينة جرادة بشكل خاص، وجهة الشرق بشكل عام، مشددة على حق هذه الجهة في خلق فرص الشغل وتحقيق التنمية المنشودة.
هذه الخطوة تأتي لتفتح مجددا النقاش حول مسؤولية الحكومة في الاستجابة لمطالب سكان جرادة وتحسين ظروفهم المعيشية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.